يحكى أن حصاناً تقابل مع أوزة فنظرت له الأوزة نظرة كبر واستعلاء وقالت له ، لا تتفاخر بإرتفاعك وسرعتك فأنت سجين
بيئة واحدة لا تفارقها ، تأكل العشب وتسير على الأرض ، لكني لو تدري أعيش في بيئات ثلات ، فأنا أمشي وقتما يحلو لي
وأطير اذا ما أحببت ، وان شئت سبحت في مياه النهر في استمتاع إنني لست مثلك سجينة تلك البيئة الواحدة !
فنظر لها الحصان قائلاً : صحيح أنك تسكنين في ثلاث بيئات لكنك إن شئتِ الصدق لست متميزة في أيّ منها ، انظري
لنفسك وأنت تطيرين لا تملكين رشاقة الصقر أو حتى الحمام والعصافير ، فلا يحق إذاً أن تتباهي بطيرانك وأنتِ كذلك
تسيرين على الأرض ولكن أي سير ذلك الذي تتحدثين عنه برقبتك الطويلة ورجفتك الدائمة من كل شخص يحاول
الإقتراب منك ؟ وتسبحين نعم لكن سباحة ليس لها قيمة تنسابين فوق الشط الهادئ وأتحداك أن تطلبي رزقك من
البحر كالأسماك أو تعومي في الأعماق ومابين الأمواج ، أما أنا فأنتمي الى بيئة واحدة نعم ، لكنّني إذا ركضت
كنت منافساً حقيقياً كل أهل الأرض في السرعة ، وأنا أملك من تناسُق الجسد ، وقوة العضلات والقدرات
الجسمانية ما يميزني ويجعلني ذا صفات فريدة ، أنا أنتمي للأرض لكنه انتماء قوي يميزني وليس انتماء
شرفياً كإنتمائك !! .
هذه القصة تضعنا أمام أمر حدث وهو كيف لمدرب من طينة لوتشو أن يهمش موهوب من قاع لاماسيا
شرب فلسفة الفريق على حساب لاعب ذاع صيته في بطولة الليغا ما وطأت قدماه أرضية الملعب الا وكان اللاعب
المخيّب ، البعض يظن ان تمام العبقرية يكمن في توظيف السيئ توران والثور غوميز فما الفائدة في ان
تشرك اسماء ماكانت لتفيد الفريق في شيئ ، قوة فالفيردي كانت تكمن دائما في الاعتماد على العنصر
الشاب و الذي اعطى نفس جديدة للفريق ، مواهب متعطشة لفرض نفسها وعمل قفزة نوعية بتثبيت
نفسها في قائمة الأساسيين ، كلمة سر الباسكي هي قمة تركيزه فيما يحاول الحصول عليه فقانونه
واضح لاعب كامل افضل من 5 ناقصين ولامكانة لأكلي الشاورما والمكسرات ، هنا يعود بنا الزمن
للوراء لنحلل اين كان يكمن سرطان برشلونة سابقا ؟؟ ... لاتستغرب ان قلت لك ان جزء كبير من
مشاكل برشلونة الماضية سببها اللوتشو انريكي نعم فشتان بين ادارة فالفيدري وانريكي لشؤون فرقهم
فقيمة التميز الكامل في أمر ما يقابله تميّز منقوص في أمور شتى أو كما يقول الفيلسوف الألماني
نتشه : قوة العقل في التركيز والكثافة ، وليس في التمدّد والإنتشار .