بعد أن أتم برشلونة مهمته الشاقة للغاية في دوري الأبطال يوم الأربعاء بالانتصار على ضيفه الروسي سبارتك موسكو و بواقع (3-2)، بات بمقدور تيتو رسم أفكاره للظفر بالنقاط الثلاث ضد خصمه القادم من الأندلس اليوم السبت، و بالتأكيد لن تكون تلك المباراة بالسهلة قياساً لما عاناه الفريق الموسم الماضي و على نفس الملعب، فغرناطة وقف الند بالند لبرشلونة غوارديولا يومها، و هذا بالتأكيد لن يجعل تيتو متفائلاً سيما بغياب قلبي دفاعه.
فالبلوغرانا سيكون منقوصاً من خدمات مدافعه المتألق جيرارد بيكيه على الكامب نو بعد أن أُصيب بإلتواء في كاحله خلال مباراة دوري أبطال أوروبا ضد سبارتاك موسكو الروسي، وسينضم إليه الكابتانو كارليس بويول بسبب آلام في الركبة رفقة الرسام أندريس انيستا الذي تعرض لتمدد في أوتار ركبته، و عليه فقد قرر تيتو الدفع بأليكس سونغ كبديل لبيكيه، في حين يُتوقع أن يكون جوردي ألبا جاهزاً للعودة بعد تعافيه من إصابته بنزلة برد.
و بالمقابل فإن غرناطة ربما يستعيد مهاجميه أنطونيو فلورو فلوريس وماتشيس داروين بعد أن تماثلا للشفاء وأصبحا لائقين للسفر إلى برشلونة رفقة بورخا جوميز العائد من الايقاف، بيد أن كلٍّ من أوديون إيهالو، ريكو فران، حسن يبدا، لوسينا ومانولو روبرتو سيكونون خارج حسابات موقعة الكامب نو.
و حتى هذه اللحظة فبرشلونة لم يتعرض لأي هزيمة في الدوري الإسباني، بعد أن فاز في مبارياته الأربع السابقة و يتقدم على غريمه الريال بفارق 8 نقاط كاملة، و قد أنهى واحدة من مبارياته السابقة بشباك نظيفة و كانت في الكامب نو ضد فالنسيا 1-0 بقدم أدريانو، والغريب في الأمر أنها المرة الوحيدة التي فشل فيها ميسي في هز الشباك.
و الحديث عن ميسي يقودنا لمباراة العام الفائت و التي أنهاها برشلونة بخماسية مقابل 3 للضيوف، و قد أسالت العرق البارد لمشجعي الكامب نو و لكل من تسمر خلف شاشات التلفزة، إلا أن الأرجنتيني و بثلاثيته الرائعة نجح في اقتناص النقاط الثلاث للبلوغرانا.
و كما أن ابن الأرجنتين لازال في صدارة هدافي المسابقة المحلية برصيد 6 أهداف، سجلها في كل من ريال سوسيداد في افتتاحية الدوري، و أوساسونا في مباراة عصيبة و مريرة للغاية لتيتو، وآخرها جاء أمام خيتافي في آخر مباراة لبرشلونة في الدوري، و قد وقع على هدفين في كل من الفرق السابقة، و ميسي اليوم يمر بأزهى فتراته التهديفية طوال مسيرته الكروية مع برشلونة.
و الكلام لا ينتهي أبداً عن ميسي الذي سيدخل هذه المباراة بمعنويات رائعة إبان هدفيه اللذين منحا برشلونة أول فوز في دوري الأبطال الأربعاء الماضي، إذ وصل رصيده في تلك المسابقة إلى (53) في قائمة هدافيها، و لا يسبقه سوى أندريه شيفتشينكو (59)، رود فان نيستلروي (60) و راؤول غونزاليز (71).
بيد أنه في حالة ما تعطلت الآلة التهديفية لليو إذا ما أخذنا بالحسبان الأسلوب الدفاعي المكثف و المحتمل للمدرب أنغويلا، فسلاح الكتلان الآخر سيكون حاضراً بدون شك و هو تشافي هرنانديز، فالمايسترو نجح في هز شباك الأندلسيين خلال مباراتي العام الفائت، وكان سبب الانتصار في لقاء الذهاب، وصاحب هدف الافتتاح في لقاء العودة.
و لا ننس الاكتشاف الجديد لتيتو هذا الموسم : ديفيد فيا، فرغم الإنتكاسة التي تعرض لها و غيابه الطويل عن الملاعب، إلا أن الكواخي على ما يبدو قد نجح في تجاوزها، واليوم يمر بحالة ممتازة للغاية، و تمكن من التوقيع على هدفين في الدوري.
و لكن غرناطة في الدوري يعيش على نقيض حالة برشلونة، فالضيف الأندلسي مازال يبحث عن فوزه الأول هذا الموسم بعد تعادلين وخسارتين في المباريات الأربعة السابقة، وهذا لن يتحقق على ما يبدو إذا ما طالعنا كلام مدرب الفريق الضيف الذي أمل أن يخرج بتعادل ربما يكون أشبه بانتصار في ظل الظروف الحالية لناديه.
و لنضف لذلك حقيقة أن الأندلسيين لم يفلحوا في الفوز إلا مرة واحدة واحدة فقط من مبارياتهم الـ 11 الأخيرة بعيداً عن الديار في الدوري الإسباني حيث خسروا في 9، وتعادلوا مرة و فازوا مرة، و خلال المباريات الستة الأخيرة لغرناطة خارج ملعبه، نجح الفريق في تسجيل هدف واحد فقط.
إذاً هي مباراة ربما تكون سهلة على الورق لفريقنا في ظل الفارق الكبير مقارنة مع منافسه في بداية الموسم الحالي، ولكننا سننتظر الدقائق التسعين لنتعرف صاحب النقاط الثلاث و حقيقة برشلونة في غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، ومدى تأثير فوزهم الأخير على أدائهم اليوم، و كذلك رغبة الفريق الضيف في فك النحس الذي لازمه أثناء زياراته الـ 18 السابقة للكامب نو.
